الحسد وأثره وتأثيره في النفوس المعالج الروحاني داود العروسي 00201063300764
حكم الحسد الحسد مرض من أمراض النفوس وهو مرض غالبٌ فلا يخلص منه إلا القليل من الناس؛ ولهذا قيل: ما خلا جسد من حسد.، لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه. والحسد ذميم قبيح حيث أن الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من شر الحاسد كما أمر بالاستعاذة من شر الشيطان. قال الله تعالى﴿ومن شر حاسد إذا حسد﴾ وناهيك بحال ذلك شراً. فبالحسد لُعن إبليس وجعل شيطاناً رجيماً. ومن أجل أن الحسد بهذه الدرجة ورد فيه تشديد عظيم حتى قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ﴿الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب﴾. وإن قوي ذلك الحسد فيك حتى بعثك على إظهاره بقول أو فعل بحيث يُعرف ذلك من ظاهرك بأفعالك الأختيارية فأنت حسود عاص أما الفعل فهو غيبة وكذب وهو عمل صادر عن الحسد وليس هو عين الحسد ويجب الاستحلال من الأسباب الظاهرة على الجوارح وإن كففت ظاهرك بالكلية إلا أنك بباطنك تحب زوال النعمة وليس في نفسك كراهة لهذه الحالة فأنت حسود عاص لأن الحسد صفة القلب لا صفة الفعل قال الله تعالى﴿ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا﴾ وقال عز وجلّ﴿ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء﴾ وقال تعالى﴿إن تمسسكم حسنة تسؤهم﴾. والحسد ا